الرئيسية / الفتاوى / راي سماحة الشيخين ابن باز وابن عثيمين في التطبيع

راي سماحة الشيخين ابن باز وابن عثيمين في التطبيع

السؤال :

سؤال : هل صحيح أن الشيخين سماحة الشيخ ابن باز وسماحة الشيخ ابن عثيمين يجيزان التطبيع مع العدو الصهيوني .

الجواب :

انتشر بين بعض الكاتبين والمغردين كلام ينسبونه إلى سماحة الشيخين الفقيهين العالمين الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى ، وينصرون به رأيهم بأن التطبيع - في مفهومه اليوم -مع اليهود في فلسطين جائز ‏. وهذا الكلام غير صحيح مطلقا، ولا يمكن لفقيه بلغ درجة الشيخين في علمه يقول ذلك ؛ لأنه يخرق إجماع الفقهاء ؛ لأن مفهوم التطبيع بداهة فيه إقرار العدو على ماتحت يده من الأرض المغتصبة ، والإجماع منعقد على حرمة وبطلان هذا الاتفاق . وقد حمّل هؤلاء المجوزون للتطبيع عبارات الشيخين ما لا تحتمل مطلقا . وقد استمعت واطلعت على ما نسب إلى الشيخين رحمهما الله . وملخص كلام الشيخ ابن عثيمين بعد تأييده لفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله تعالى ، أنه نقل كلام الفقهاء في العهد أو الصلح مع اليهود وغيرهم وأنه ثلاثة أقسام: القسم الأول : الصلح المؤبد ‏، وذكر الشيخ أن هذا الصلح لا يجوز باجماع الفقهاء ، و القسم الثاني : الصلح المحدد أو المؤقت ، وذكر انه جائز بالاجماع ، والقسم الثالث : الصلح المطلق وهو الصلح غير مؤبد وغير مؤقت ، وذكر أن فيه خلافا ، ورجح أنه جائز ، لكنه قال مع القول بالجواز : إذا قوّانا الله ومكنّا بما يمكن أن نهاجم العدو فسخنا العهد ، ولا يُحتج علينا ؛ لأنه ليس بيننا وبينهم مدة محددة . وأما فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فهي ‏المهمة التي يعول عليها المجيزون للتطبيع . فقد أجاب الشيخ بجوابين على سؤالين ، أحدهما عام والآخر خاص. السؤال العام وهذا نصه سؤاله وجوابه : س1: فهم بعض الناس من إجابتكم على سؤال الصلح مع اليهود أن الصلح أو الهدنة مع اليهود المغتصبين للأرض، والمعتدين جائز على إطلاقه، وأنه يجوز مودة اليهود ومحبتهم .. فأجاب سماحة الشيخ رحمه الله على جزئية أن الصلح يقتضي مودة اليهود ومحبتهم فقال : الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم، بل ذلك يقتضي الأمن بين الطرفين، وكف بعضهم عن إيذاء البعض الآخر، وغير ذلك، كالبيع والشراء، وتبادل السفراء.. وغير ذلك من المعاملات التي لا تقتضي مودة الكفرة ولا موالاتهم. وأما السؤال الخاص المهم هو السؤال المباشر حول حكم الهدنة الذي يتضمن إقرار العدو المغتصب على ما تحت يده من أرض فلسطين . وهذا نص السؤال والجواب هل تعني الهدنة المطلقة مع العدو إقراره على ما اقتطعه من أرض المسلمين في فلسطين، وأنها قد أصبحت حقا أبديا لليهود بموجب معاهدات تصدّق عليها الأمم المتحدة التي تمثل جميع أمم الأرض، وتخول الأمم المتحدة عقوبة أي دولة تطالب مرة أخرى باسترداد هذه الأرض أو قتال اليهود فيها؟ فأجاب الشيخ : الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود لا يقتضي تمليك اليهود لما تحت أيديهم تمليكا أبديا، وإنما يقتضي ذلك تمليكهم تمليكا مؤقتا حتى تنتهي الهدنة المؤقتة أو يقوى المسلمون على إبعادهم عن ديار المسلمين بالقوة في الهدنة المطلقة. ... فكلام الشيخين واضح أن العهد أو لنقل التطبيع اذا تضمن اقرارنا بحقهم وملكيتهم للأرض لم يصح سواء في الصلح المؤقت أو المطلق . ولا يظن عاقل مطلقا أن اليهود يقبلون أو يفهمون أن التطبيع معهم هو تمليكهم الأرض مؤقتا . فالقضية عند الشيخين واضحة فى أن العهد أو التطبيع في حدود العلاقات السياسية والدبلوماسية لا شيء فيه معهم أو مع غيرهم ، لكن إن كان متضمنا تمليكهم جزءا من أرض المسلمين - وخاصة الأض المقدسة المباركة - فلا يجوز ، والأمر واقعا وبداهة لا ينفك فيه التطبيع عن تمليك الأرض .وعليه فالتطبيع غير جائز مطلقا في قول الشيخين أي سواء أكان مؤقتا أم مطلقا . وقد سبق في شأن الصلح فتوى لأزهر_الشريف في ١٨ جمادى الأولى ١٣٧٥- الموافق١ يناير‬ في ١٩٥٦وهذا نصها : "إن الصلح مع إسرائيل كما يريده(الداعون إليه) لا يجوز شرعا لما فيه من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه والاعتراف بأحقية يده على ما اغتصبه، وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه، وقد أجمعت الشرائع على حرمة الغصب ووجوب رد المغصوب إلى أهله" وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورة انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة في ٣٠ صفر - ٥ ربيع الأول ١٤٢٦ الموافق ٩-١٤ ابريل ٢٠٠٥ " قد انعقد إجماع فقهاء الأمة على حرمة إقرار العدو الغاصب على أي جزء اغتصبه من أرض المسلمين ، وبخاصة الأراضي المقدسة " ‪ وفي المؤتمر الإسلامي العام لرابطة العالم الإسلامي الذي عُقد خلال الفترة من 18-20 مايو 1962 بمكة المكرمة، قرر المؤتمر عد القدس وفلسطين في المكانة الأولى من جميع القضايا الإسلامية. كما أعلن بطلان كل الإجراءات الإسرائيلية في فلسطين والهادفة إلى إقرارالأمر الواقع.‬ هذا .. وقد علق نتنياهو على التطبيع مباشرة بقوله : ربحنا الارض التي سيستمر ضمها ، وربحنا علاقة مع دولة عربية دون مقابل .

شاهد أيضاً

التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة فيروس كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …

الاقتصاد والأخلاق مع كرونا

‏بسم الله الرحمن الرحيم أسئلة وحوار أجؤته السيدة ليلى الشافعي ونشر في جريدة الأنباء الكويتية …

التفاؤل في مواجة وباء كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …