الرهان في السباق

السؤال :

سؤال : شخص هاوى ركوب الخيل ومن باب التشجيع لزملائه يقول لهم: من يسبقني له مائة دينار وان سبقته لا آخذ منه شيء فهل هذا من المراهنة وهي محرمة أم لا ، وهل هناك صور من الرهان يعتبرها الشرع جائزة ؟

الجواب :

الجواب : هذا الرهان جائز بهذه الصورة ما دام من طرف واحد وكذلك لو كان من طرف ثالث كما لو كان من جهات راعية للسباق من الشركات أو غيرها ، أما لو كان من طرفين فهو محرم لما فيه من الغرر فأحدهما يغنم والآخر يغرم فهو قمار ؛ولذلك يحرمة جمهور الفقهاء ، وابن تيمية وتلميذه ابن القيم يجوزان الرهان من الطرفين على مسائل العلم الظاهرة الثابتة في الكتاب والسنة وعلى أصول المسائل وعلى ما يقوي الأبدان في الجهاد، واستدلا على جواز الرهان من الطرفين على ما يوقع ويقوي الأبدان في الجهاد بقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ركانة -وهو رجل قوي لم يكن يستطيع أحد أن يصرعه- فالتقى ذات يوم مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أتصارعني؟ فقال له النبي: "نعم، أصارعك!" قال: من يغلب له شاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قبلت"، فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فغلبه في المرة الأولى والثانية والثالثة وكان هذا في مكة، ورد الجمهور بأن هذا منسوخ ، ويجوز الرهان من الطرفين على أمر الجهاد من أمثال: رمي الأهداف بالرمي بالسهام ونحوها، وما يقوي البدن جائز، وفي المسائل الأصلية الكلية في العلم، واستدلا على ذلك بمراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كفار قريش في أيهما يغلب: الروم أم الفرس! فراهنهم على أن الروم سيغلبون الفرس خلال ثلاث سنوات، فلما بلغ الأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال له: هلا زودت لأن الله تعالى قال: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}، والبضع من الثلاث إلى التسع . وقال كثير من الفقهاء يجوز الرهان بين اثنين إذا دخل معهما محلل ويقصدون به فارس يكافئ فرسُه فرسيهما، أو بعيرُه بعيرهما أو رميُه رميهم ولا يخرج شيئًا من عنده ، وإنما يدخل معهما في السباق، فإن سبق أخذ ما اتفقوا عليه وان سبق غيره أخذ الرهان ولا يأخذ المتسابق معه شيئا . ويمكن تطبيق ذلك في السباق الجماعي مثل أن يكون السباق بين ثلاث فرق ويدفع الجائزة فرقتان ولا تدفع الثالثة ، فإن فازت هذه الفرقة الثالثة التي لم تدفع أخذت الجائزة شيئا أو نقدا ، وإن فازت الفرقة الأولى أو الثانية فلا تأخذ إلا ما دفعته