الرئيسية / الفتاوى / دورات للمتزوجين والمتزوجات لبيان العلاقات الخاصة جدا بينهما

دورات للمتزوجين والمتزوجات لبيان العلاقات الخاصة جدا بينهما

السؤال :

سؤال : تقام في المجتمع وخاصة بين النساء دورات يحضرها والنساء أو الرجال المتزوجين و المتزوجات ويتم التطرق فيها إلى العلاقات الجنسية بشكل فاضح وتتعرض إلى أدق الخصوصيات ، وتحتج من تقيم هذه الدورات بأن هذه ثقافة ضرورية للسعادة الزوجية . وإقبال النساء خاصة على هذه الدورات كبير . فما هو الحكم الشرعي في هذا العمل . بالنسبة لمن يقومون بهذه الدورات وما حكم من يحضرها .

الجواب :

الجواب : العلاقات الزوجية في الإسلام مبنية على الحياء والستر ، والحياء شعبة من الإيمان، ومن جمال المرأة حياؤها ، والثقافة الجنسية في الإسلام مقيدة بقدر الحاجة ولما له صلة بالعبادة وليست مطلقة . فهي مقيدة في مرحلة البلوغ بما يحتاج إليه البالغ وتحتاجه الفتاة عند البلوغ ، وفي الأحاديث النبوية الشريفة غنية في كل ما يحتاجه الزوجان بأسلوب رفيع ودلالات واضحات. و لا بأس بتعليم المقبلين على الزواج بقدر يكفي لليلة الزواج ويقدم هذه المعلومات الأم لابنتها والأب لابنه أو المقربين جدا من الأصدقاء الذين سبق لهم الزواج ، ثم تسير الحياة الزوجية على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ولا يحتاج الزوجان إلى المزيد إلا في الحالات غير العادية وهذا إنما يكون في حالات مرضية تحتاج إلى استشارة المختصين من الأطباء أو الأطباء والطبيبات النفسانيين . وأما عقد دورات للنساء المتزوجات أوللرجال المتزوجين فإنه عمل لا نجد في الشرع ما يجيزه البتة ، بل نصوص الشرع و قواعد ه ومقاصده تأباه ، وتدخله مباشرة في المنكر ، لاجتماع النساء أوالرجال لغير غرض مشروع ، بل لسماع الفاحش من القول وهذا مما يحرك الشهوات بالغريزة ويتخيل كل من الحضور زوجته أو زوجها وقد يتخيل غير زوجته وتتخيل هي غير زوجها ، وفي هذا فتح لباب الفتن ، وتطلع كل إلى غير زوجه . وكون هذا العمل يتم بدورات معلنة فهذا يدخله في باب إشاعة الفاحشة ، ويأثم فاعل الفاحشة وإن لم يكن ممن يقصد أو يحب إشاعة الفاحشة ، فحسن النية لايبرر عمل المنكر ، ويخشى على من يفعل ذلك رجلا أو إمرأة أن يشملها الوعيد في قوله تعالى " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة " وهذه العقوبة تجعل هذا العمل من الكبائر والعياذ بالله ، وأما من يحضر هذه الدورات فإثمه إثم من رضي بسماع الفحش . وهذا المنكر لاينفيه أن لو كانت الدورات للنساء فقط أو للرجال فقط . كما أن مقاصد الشرع تأباه فإنه لايحقق مقصدا شرعيا ، فقد يقول القائمون على هذه الدورات إن هذا من الثقافة التي تحتاجها النساء والرجال المقدمين على الزواج ولئلا تحدث مشكلات بسبب الجهل بهذه العلاقات ولما فيها من استقرار الحياة الزوجية وهذه من المصالح التي يريدها الشرع . فنقول إن هذه من المصالح التي يعبر عنها الفقهاء بالمصالح الموهومة ، ودليل ذلك أن الحاجة لم تدع لها حتى يكون تحقيقها مصلحة ، فإن المسلمين بل وغير المسلمين لم يحتاجوا إليها ولم نقرأ في التاريخ الطويل أن فوات هذا الأمر سبب مشكلات نفسية أو اجتماعية ، فهذا دليل أنها مصالح موهومة . بل إن هذه الدورات تجلب مفاسد ذكرنا طرفا منها وباب المفسدة يجب سده ، بل لو كان هناك مصالح ومفاسد فإن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة . ولا شك أن هذه المواضيع من إفرازات المجتمعات الغربية الحديثة التي أطلقت للحرية العنان وأصبحت مجتمعات تلهث وراء الغرائز وما يثيرها ويلهبها ، فهي من الغرائب على مجتمع المسلمين . فندعو الله أن يبصر القائمين على هذه الدورات إلى خطورة استيراد هذه الغرائب وبثها في مجتمع المسلمين المحافظ . والذي يجب في علاج ذلك من الناحية الشرعية أن ينصح القائمون على هذه الدورات لإيقافها ، ولعلهم إنما يفعلون ذلك بحسن نية فيمتنعون خوفا من أن يشملهم منطوق الآية السابق ذكرها ، ويخلصون أنفسهم بالتوبة من الإثم ، كما يجب تحذير من يحضر هذه الدورات لئلا يلحقه الإثم بالمساعدة على المنكر وتشجيعه وإشاعته ، كما يجب على الجهات المسئولة ألا تعطي الإذن لإقامة هذه الدورات . أما البديل عن ذلك فيكون بتحويل هدف هذه الدورات لتحقق مصالح حقيقية يحتاجها الرجال والنساء عامة ، أو المقدمون على الزواج خاصة ، فيكون هدف هذه الدورات هدفا شرعيا وتربويا واجتماعيا بمعنى أن تعالج المشكلات الزوجية وتبين خاصة لحديثى الزواج من النساء حقوق الزوج وحقوق الزوجة ، والتزامات كل منهما كما وردة في الكتاب والسنة ، وهذا النوع من الدورات هو الذي نحتاجه فعلا علاجا واقعيا أو وقائيا لمشكلة الطلاق التي اتسعت بشكل مخيف ومن أهم أسبابها الجهل بالحقوق والواجبات الشرعية ، وعدم معرفة أساليب معالجة المشكلات بين الزوجين , وأما التطرق للقضايا الخاصة بين الزوجين فلا يتم التطرق لها إلا عند الحاجة التي يقدرها من يقوم أوتقوم بهذه الدورات وتكون بالنسبة لحالات فردية خاصة و بشكل فردي لا جماعي . والله أعلم

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية