الرئيسية / الفتاوى / تشريح الجثة

تشريح الجثة

السؤال :

نحن ندرس في كلية الطب، ونباشر تشريح جثة الإنسان، فما هي حدود ذلك في الشرع؟
وأحياناً البعض يستهزئ بأشكال الجثث، وما نفعل بالأجزاء المتبقية بعد استعمالها، هل تدفن، أم ماذا؟
وهل يجوز الأكل والشرب في المشرحة؟

الجواب :

كرم الله الإنسان حيّاً وميتاً (ولقد كرمنا بني آدم) [الإسراء:70] فلا يجوز أن يكون الإنسان والمسلم بخاصة عرضة للتشريح بغرض تعليمي إلا في حال الضرورة، وهذا يعني أن يكون في أضيق الحدود، وهذا يقدره أهل الاختصاص، ومن الضرورات التشريح لمعرفة سبب الوفاة في الحالات الجنائية، فهذا غرض مشروع ويتقيد فيه بقدر الحاجة. وإذا وجد بديل عن تشريح الجثة للتعليم -وهو النماذج الصناعية-، وكانت تسد الحاجة التعليمية فيحرم تشريح الإنسان؛ لأن ذلك إهانة له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كسر عظم الميت ككسر عظمه حياً) رواه أبو داود وابن ماجه. وإذا دعت الحاجة للتشريح، وأمكن أن يشرح الحيوان فلا بأس بذلك، على أن يتقيد بحدود الحاجة، وإذا ذبح الحيوان فيخفف عنه بقدر الإمكان، ولا يمثل به قبل ذبحه. وأما إن لم تكن حاجة فلا يجوز تشريح الحيوان؛ لأنه حينئذ من باب التمثيل وهو محرم، والإنسان من باب أولى، فلا يشرح إلا لضرورة كمعرفة سبب الوفاة في الحالات الجنائية. - الميت باعتباره جسداً خرجت منه الروح، وهو في المشرحة لا يمس بشيء. - يجوز الأكل والشرب في المشرحة إذا قبلت النفس ذلك. - لا يجوز الاستهزاء أو الضحك من شكل ميت، كما لا يجوز الاشمئزاز والتفوه بكلمات، مثل: (ويع). - الأجزاء المتبقية من مثل الجلد والشعر ونحوهما لا ترمى في الزبالة، وإنما تجمع وتدفن احتراماً للإنسان؛ لأنها أجزاء منه، ولذلك لو فقدت أجزاء المسلم في حادث مثلاً ووجدنا يداً أو رجلاً فإنا نصلي عليها (صلاة الجنازة) فهي جزء منه، على تفصيل عند الفقهاء. هذا، وبالله التوفيق.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية