الفطر للضرورة بسبب العطش من فيروس كرونا

السؤال :

يتداول هذه الأيام وبمناسبة قرب رمضان أنه يجوز الفطر بسبب الحاجة والضرورة لشرب الماء كثيرا في نهار رمضان للابتعاد عن جفاف الحلق ، و أن ذلك سيؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا .

الجواب :

القول بأن ما يسببه الصوم من عدم شرب الماء نهارا ، وبالتالي نشفان الحلق ، وهذا يكون سببا للإصابة بفيروس كورونا ، وأن هذا يستدعي إصدار فتوى بالفطر في رمضان هذا العام وقضاءه في الأشهر اللاحقة . هذا القول غير صحيح على إطلاقه ؛ لأنه مبني على ظن ضعيف وبعيد ، فكثير منا في أيام الفطر من يقلل من شرب الماء عادة أو نسيانا ، وقد يجف الحلق وما سمعنا أحدا أصيب بهذا الداء بسبب ذلك ، فهذا ليس من أسباب المرض الذي ذكره المختصون ، والسبب هو الذي يعلق به الحكم ، وليس الظن الضعيف والبعيد . سببا يصلح الحكم بالفطر بناء عليه .والمختصون ذكروا أسباب المرض وكيفية انتقاله .. فذكروا أن فيروس كورونا يتسبب، بمرض الجهاز التنفسي، على غرار نزلات البرد. وتشمل أعراضه سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والصداع، والحمى التي يمكن أن تستمر لبضعة أيام. .. و لم يذكروا أن العطش من أسبابه . وإنما قد يكون التهاب الحلق فعلا ، ويكون من آثار الفيروس وليس سببا فيه . والله تعالى يقول : " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " فعلق رخصة الفطر للمريض فعلا أو المسافر فعلا ، ثم بعد الفطر عليهما القضاء فى أيام أخر بعد زوال المرض والسفر . والمرض المبيح للفطر عند جمهور الفقهاء هو ما يؤدى الصوم معه إلى ضرر فى النفس أو زيادة فى العلة أو ابطاء فى البرء ، وانما أبيح الفطر للمرض دفعا للحرج والمشقة .والمشقة المقصودة هي العظيمة الفادحة كمشقة الخوف على النفس والأبدان. وأما المشقة اليسيره فلا أثر لها فى الترخيص فى الفطر . ومعرفة المرض المبيح للفطر يكون بقول طبيب أو باجتهاد المريض والاجتهاد غير مجرد الوهم والتخيل بل لا بد من غلبة الظن عن ظواهر واضحة أو تجربة . وعليه فمناط ومدار رخصة الفطر متعلق بالمرض حقيقة لا توهما . هذا هو الحكم العام وهو وجوب الصوم ، وهو ما يسميه الفقهاء العزيمة . ويبقى حكم الرخصة لمن تحقق فيه سبب الرخصة ، مثل من أصيب بفيروس كورونا فعلا ، أو حجر عليه للاشتباه بحمله هذا الفيروس، وقرر الأطباء المختصون بالحاجة أو ضرورة شرب الماء نهارا ، فهؤلاء المرضى فعلا أو من هم في حكم المرضي يجوز لهم الفطر ، بل قد يجب بناء على قول أهل الذكر من الأطباء المختصين . والله أعلم