الرئيسية / الفتاوى / الجمع بين الصلوات للأطباء بسبب فيروس كرونا

الجمع بين الصلوات للأطباء بسبب فيروس كرونا

السؤال :

سؤال : سؤالنا حول حكم جمع الصلاة بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء في حالاتنا الآتية : بالنسبة لنا نحن الأطباء والممرضون والممرضات وعموم العاملين معنا في مكافحة فيروس كورونا ، يتحتم علينا لبس ألبسة خاصة معقمة وبطريقة مخصوصة ، وتظل هذه الملابس علينا طوال عملنا المستمر ساعات قد تصل إلى احدى عشرة ساعة ، ويصعب نزعها ، وعند نزعها نلبس ملابس جديدة أخرى ، وفي هذا صعوبة وتأخير لعمل الفحوصات ، وربما في هذه الفترة تترتب حالات إصابات جديدة ، فهل يجوز الجمع في هذه الأحوال.

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ابتداء لكم الشكر والتقدير على ما تقومنون به من جهود جبارة ، وما تتحملونه من مخاطر الإصابة بالمرض ، فعملكم جهاد كجهاد العدو الظالم ، وفقكم الله وحفظكم . ونقول جوابا لسؤالكم : معلوم أن الجمع بين الصلوات له أسبابه المعروفة من المطر والسفر والمرض ، ويلحق بها كل الظروف المبنية على المشقة والحاجة ولا تشترط الضرورة ؛ لما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - "قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر, وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر. فقالوا:ما أراد؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته "، ويؤخذ من الحديث جواز الجمع لمطلق الحاجة . فيجوز مثلا للطبيب الذي يجري عملية تستغرق وقت صلاتين ، الظهر والعصر أو المغرب والعشاء أن يجمع بين الصلاتين ، وكذا طالب العلم الذي لا يتمكن من الصلاة بسبب الدراسة مثل أن يكون في المحاضرات المستمرة والعمل في معامل الدراسة ولا يجد وقتا يسمح له فيه بأداء الصلاة ، ونحو ذلك من الأعذار . ومنه يظهر أن الجمع مرتبط بالحاجة للجمع اذا تعذر أداء الصلوات في وقتها . وبناء عليه فلا حرج في الأحوال المسئول عنها من الجمع بعد دخول الوقت إما في أول الوقت لصلاة الظهر وتجمع معها العصر ، أو في وقت العصر فتصلى معها وقبلها الظهر ، وكذلك في المغرب والعشاء ، والعشاء وقتها أوسع فيصلون المغرب والعشاء بعد العودة الى المنازل ، ووقتها إلى قبل الأذان الثاني للفجر . فإن استحكم العذر وامتد حتى تجاوز وقت العصر ، ولم يمكن جمع الظهر والعصر ، فيجوز قضاء صلاتي الظهر والعصر بعد دخول وقت المغرب والعشاء . وفي جميع الأحوال يُحرص على أدا الصلوات في وقتها ما أمكن دون تكاسل أو تهاون ، فإن تعذر للمشقة والحاجة للجمع - كما سبق - فتكون حينئذ الرخصة . والله أعلم

شاهد أيضاً

التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة فيروس كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …

الاقتصاد والأخلاق مع كرونا

‏بسم الله الرحمن الرحيم أسئلة وحوار أجؤته السيدة ليلى الشافعي ونشر في جريدة الأنباء الكويتية …

التفاؤل في مواجة وباء كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …