الرئيسية / الفتاوى / ما هو حكم التباعد بين المصلين بسبب فيروس كرونا

ما هو حكم التباعد بين المصلين بسبب فيروس كرونا

السؤال :

هل تصح الصلاة مع التباعد بين المصلين خوفا من العدوى بمرض كرونا

الجواب :

الأصل تقارب الصفوف لقوله صلى الله عليه وسلم : " أَتِمُّوا الصَّف الْأَوَّلَ ثُم الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْص فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ ". رواه أحمد ١٢٣٥٢ وابو داود ٦٧١ والنسائي ٨١٨. ومع هذا الأصل فصلاة الجماعة مع وجود مسافات بين المصلين جائزة ، والمسافة بين المصلين تقدرها الجهات الصحية ؛ وذلك أن التباعد في الصفوف له سبب وهو الوقاية من الإصابة بالعدوى من الأمراض مثل فيروس كرونا، والمذاهب الفقهية الأربعة على أن تسوية الصفوف سنة مستحبة وليست واجبة ، وأجمعوا على صحة الصلاة في هذه الحال ، فالصلاة مع التباعد لسبب جائزة وصحيحة ، كما سبق . وقد قال الفقهاء بصحة المنفرد خلف الصف لما رواه البخاري عن أبي بكرة: أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصا ولا تعد"، ولذلك قالوا :بصحة صلاة المنفرد مع الكراهة اذا لم يوجد سبب ، ولم تبطل المذاهب صلاة المنفرد خلف الصف -عدا الحنابلة الذين ابطلوا صلاته- ، والتباعد في الصفوف أولى في صحة صلاته ، وأيضا فإن التباعد وجد لسبب ، وهو سبب قوي لحفظ النفوس ، فيتجاوز عن المستحب من تسوية الصفوف الى التباعد حفظا للنفوس من المرض . و أيضا فإن من المقرر شرعا سقوط بعض الواجبات والسنن فى حال العجز عن القيام بها . وهذا قريب منه . والمقصود من أحاديث تسوية الصفوف هو المحاذاة والاصطفاف ، وعدم تقدم أحد على أحد داخل المسجد ، وتراص صفوف المصلين هو من كمال الاصطفاف . ومن جانب آخر فإن حضور الجماعة - بعد رفع المنع من الجهات الرسمية - يجعل صلاة الجماعة في المسجد أولى من الصلاة في البيت لفضل صلاة الجماعة بسبع وعشرين درجة كما هو معلوم، وهي سنة مؤكدة - ولعله الراجح من الأقوال- و سد الفرج بين المصلين وهو مستحب . فيقدم عليه حضور صلاة الجماعة ، وفتح المساجد بعد الأمر بإغلاقها .  ونستحسن لكل مصل أن يحضر منديلا أو سجادته الخاصة للسجود عليها ، إذا قال المختصون أن سجاد المساجد قابل لنقل العدوى . ومع هذا الذي سبق فإن من كانت حالته المرضية ممن ذكر المختصون بإمكان تأثره بفيروس كرونا فعليه شرعا البقاء في البيت ، وعدم ذهابه الى المسجد حتى تعود الحالة طبيعية كما كانت قبل هذا الوباء . والحالات التي ذكرت في الأبحاث الطبية المتخصصة هم :الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة أو حالات الربو المعتدلة إلى الشديدة -الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الخطيرة -الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة مثل المرضى الخاضعين لعلاج السرطان أو مرضى الإيدز -الأشخاص الذين يعانون من السمنة الشديدة -الأشخاص الذين يعاونون من أمراض الكلى المزمنة ويخضعون لعملية غسيل الكلى .

شاهد أيضاً

التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة فيروس كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …

الاقتصاد والأخلاق مع كرونا

‏بسم الله الرحمن الرحيم أسئلة وحوار أجؤته السيدة ليلى الشافعي ونشر في جريدة الأنباء الكويتية …

التفاؤل في مواجة وباء كرونا

بسم الله الرحمن الرحيم التفاؤل منهج الإسلام في مواجهة الوباء كلمتنا هذه عن قضية غاية …