الرئيسية / الفتاوى / لبس الباروكة للحفلات

لبس الباروكة للحفلات

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الل وبركاته.

1 – هل يجوز تركيب الشعر المستعارل فى حفلات الزواج يعني امام النساء ؟

وجزاك الله خير

الجواب :

هذا السؤال مما يختلف فيه نظر الفقهاء، وما كان كذلك يحتاج إلى بيان النصوص المحاكمة له، وأقوال الفقهاء بناء على هذه النصوص. ليتم الترجيح والاختيار، من بين أقوالهم، أو من خارجها إذا أسعف الدليل. معنى الوصل: هو أن يوصل شعر امرأة بشعر امرأة أخرى. فمن تقوم بعمل ذلك لغيرها تسمى الواصلة، والتي تطلب أن يعمل لها ذلك تسمى المستوصلة. وقد وردت نصوص من الأحاديث الصحيحة تفيد حرمة الوصل من حيث العموم ومن ذلك حديث عائشة رضي الله عنها: أن جارية من الأنصار تزوجت وأنها مرضت، فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه ومسلم فقال: " لعن الله الواصلة والمستوصلة" (البخاري62/7) وعنها رضي الله عنها أيضاً: أن امرأة من الأنصار زوجت ابنة لها، فاشتكت تساقط شعرها، فأتت النبي صلى الله عليه سلم، فقالت: إن زوجها يريدها أفأصل شعرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الواصلات " (مسلم 7/356 رقم 2123 ط دار أبي حيان). وروى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:" زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة برأسها شيئاً " (3/1679) وعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أنكحت ابنتي، ثم أصابها شكوى فتمرق رأسها، وزوجها يستحثني بها، فأصل شعرها، " فسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة" (البخاري7/62) . وفى رواية " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة و المستوصلة " (البخاري 7/ 62) وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أيضاً قالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها، أفأصله؟ فقال " لعن الله الواصلة والمستوصلة" (مسلم 7/355 رقم 2122). ويستفاد من هذه الأحاديث أن وصل الشعر بشعر لمن تطلبه ولمن تقوم بعمله لها حرام، لأن اللعن وهو الطرد من رحمة الله لا يكون إلا على فعل محرم وكبيرة من الكبائر. وبناء على هذه النصوص فقد اتفق الفقهاء على حرمة الوصل إذا كان وصلاً لشعر امرأة بشعر امرأة أخرى. وليس المراد بشعر امرأة خصوص الحرمة فيه بل لو وصلته بشعر من شعر رجل زوجها أو محرمها أو غيرها فمحرم. قال النووي لأن نص الأحاديث عام لا يخصه شعر المرأة، ولأنه يحرم الانتفاع بشعر الآدمي وسائر أجزائه لكرامته، بل يدفن شعره وظفره وسائر أجزائه. لكن الفقهاء اختلفوا لو كان الوصل بشعر غير الآدمي، كان يتم وصله بوبر أو صوف أو خرق، ومثله لو وصل بشعر صناعي من أي مادة كما هو حال ما يسمى بالباروكة وللترجيح واختيار الحكم يلزم معرفة علة الحكم بالحرمة. فالعلة التي من أجلها حرم الوصل هو التدليس والتزوير وهذا ما نص عليه الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة: والأدلة على هذه العلة وردت ظاهرة في الأحاديث السابقة فقد ورد فيها اللعن لمن تريد أن تزوج ابنتها فتخفى عيبها. ومن خلال النصوص وأقوال الفقهاء وتعليل الحكم يظهر في تقديرنا رجحان قول الحنفية والشافعية من حيث الجملة فنختار: أن وصل الشعر إن كان بشعر غير آدمي، بأن كان شعر حيوان طاهر فجائز. وإن كان غير شعر بل خيوطاً ونحوها فجائز من باب أولى وهو قول جمهور الفقهاء. وهذا الحكم إذا كان التزين به من المتزوجة لزوجها ولصديقاتها ومحارمها،و ذات الزوج تحتاج إلى أذن زوجها لأن التزين في الأصل له أو علمت رضاه بالقرائن . ونوضح أن الجواز بالنظر للعلة السابقة وهي انتفاء التدليس ، وللحاجة واعتبار المناسبات والتزين لها من الحاجة المشروعة للمرأة ، وينبغي التقيد بالحاجة ، فلا يجوز مثلا أم تذهب للعمل أو للتسوق بالباروكة ولو كانت محجبة لما في ذلك من لفت الأنظار ، ولما فيه من معنى التزوير والتدليس.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية