الرئيسية / الفتاوى / قراءة الحائض للقرآن من الإنترنت

قراءة الحائض للقرآن من الإنترنت

السؤال :

هل يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم من دون أن تمس القرآن، ولكن بواسطة الإنترنت أو الهواتف النقالة؟

الجواب :

الفقهاء مختلفون في حكم قراءة الحائض للقرآن ولو من حفظها؛ فذهب جمهور الفقهاء -عدا المالكية- إلى حرمة قراءتها للقرآن، مستندين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) أخرجه الترمذي 1/236، وأعل البخاري أحد رواته، وهو حديث ضعيف وباطل كما ورد في تهذيب التهذيب 1/325، وفي العلل ومعرفة الرجال 3/381. وقال المالكية: يجوز للحائض قراءة القرآن، خافت النسيان أم لا، وهذا اختيار ابن تيمية، فقد أجاز لها القراءة إذا خافت نسيان ما تحفظ، بل قال: إنه يجب؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ولعل الراجح ما ذهب إليه المالكية وابن تيمية؛ لأن الحديث الذي ذكره الجمهور لم يصح، ولأن المفسرين اختلفوا في تفسير قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) [الواقعة:79]. والمتجه أن المراد مس القرآن وهو المصحف، كما ورد في تفسير ابن كثير للآية، وقال ابن عطية: (ورخص بعض العلماء في مسه بالحدث الأصغر، وفي قراءته عن ظهر قلب، منهم ابن عباس وعامر والشعبي، ولا سيما للمعلم والصبيان، وقد رخص بعضهم للجنب في قراءته، وهذا الترخيص كله مبني على القول من أن (المطهرين) هم الملائكة، أو على مراعاة لفظ اللمس، فقد قال سليمان: لا أمس المصحف، ولكن أقرأ القرآن، فظاهر من هذا أن اللمس غير القراءة، والأصل جواز القراءة حتى يرد ما يمنع، ولم يقم دليل على المنع. وبناء عليه: يجوز قراءة القرآن من الحفظ للحائض، وكذا الجنب عند بعض الفقهاء، وكذا يجوز القراءة من خلال النظر في شاشة الإنترنت أو الهواتف النقالة؛ لأن ذلك لا يسمى مصحفاً، إذ المراد بالمصحف ما جمع بين دفتيه كلام الله تعالى، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية