الرئيسية / الفتاوى / دفع الزكاة لجماعات وأحزاب

دفع الزكاة لجماعات وأحزاب

السؤال :

هل يجوز دفع الزكاة إلى حزب أو جماعة، أو جمعية إسلامية في بلدان لا تقيم شرع الله، علماً بأن هدف هذه الأحزاب أو الجماعات أو الجمعيات، إقامة حكم الشريعة الإسلامية، والدعوة إلى الإسلام، وذلك بطرق ديمقراطية، وتحتاج للوصول إلى أهدافها إلى مصروفات كثيرة، تعمل دعايات وندوات وكتيبات لغرض الانتخابات، وهذا كله يتطلب مبالغ كبيرة، فهل يجوز دفع الزكاة لها لهذا الغرض؟

الجواب :

بيّن الله تبارك وتعالى الأصناف التي تستحق الزكاة، وحصرها عز وجل في ثمانية أصناف؛ وهي الواردة في قوله عزوجل (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وفي تفسير قوله تعالى (وفي سبيل الله) ذهب كثير من الفقهاء، إلى أن المراد به الجهاد والغزو في سبيل الله، وذهب آخرون إلى أن في سبيل الله، يشمل كل طريق موصل إلى مرضاة الله عزوجل. ونميل إلى القول الثاني، وهو التوسع في معنى (في سبيل الله) في حدود النصرة، ونشر الدعوة الإسلامية، وإعلاء كلمة الله، وهذا الذي يسنده الدليل القوى، فإن لفظ (في سبيل الله) عام، يشمل الجهاد بالسلاح لمحاربة الأعداء ـ وهذا أخص وأهم من غيره ـ كما يشمل كل ما كان فيه مرضاة الله عزوجل، لأن اللفظ عام ولم يرد دليل يخصصه في الجهاد فحسب، فيبقى على عمومه، فيشمل سائر مصالح المسلمين، وبخاصة ما فيه نصرتهم ونشر الدعوة الإسلامية، والجهاد الذي عناه الفقهاء قديماً، هو الجهاد في ظل الدولة الإسلامية، دولة خلافة المسلمين، فتدفع الزكاة في أخص وأهم القضايا، وهي تقوية جيش الدولة ونشر الدعوة والجهاد والمضي إلى يوم الدين. ,ويفهم من السؤال ان المراد بالجماعات والجمعيات الإسلامية في البلاد الغربية أوأمريكا البلاد الديمقراطية كما يدعون وهذه البلاد لايصل فيها الي البرلمان إلابدفع المبالغ الكبيرة التي تدفع للحملات الإنتخابية فإذا غلب على ظن الدعاةوالجماعات والجمعيات أنهم لن يحصلوا على حقوقهم ويحافظوا على وجودهم ونشر دعوة الإسلام إلا بالدخول في ميدان الإنتخابات فيجوز حينئذ دعم هذه الحملاة بأموال الزكاة لتحقيق هذا المطلب وهو داخل بالمقصود الأول لمعنى (في سبيل الله) اليوم، هو دعم كل جهد لأن الوسائل تأخذ حكم الغايات، وما كان مقدمة لواجب كان واجباً، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وينبغي التنبيه هنا إلى وضع أموال الزكاة فيما هو مباشر للعملية الانتخابية ومهم فيها مثل حجز مقابلات تلفزيونية أوحجز مساحة لمقالات صحفية ونحو ذلك والابتعاد عن الظاهر الدعائية ، وعلى أن تكون الوسائل مشروعة، فإذا كان القائمون على هذه الأحزاب والجماعات والجمعيات أهل ثقة، وكان عملهم منظماً، واتبعوا الوسائل المشروعة، دون تبذير تأكد إعطاؤهم. وأما إذا كان المسلمون في هذه البلاد أغنياء فيمكنهم دعم الحملات الإنتخابية من التبرعات والصدقات شأنهم شأن المسلين في البلاد الإسلامية التي تدعم فيها الإنتخابات من التبرعات والصدقات . وأأكد أن جواز إعطاء الزكاة هنا مقصور على البلاد غير الإسلامية ، ويحتاج المسلمون فيها إلى الحفاظ على هويتهم ، والدفاع عن حقوقهم ، والمشاركة الفعالة فى المجتماعات التي أصبحت هي أوطانهم ويحملون جنسية أهلها . فلا تعطى الزكاة للجماعات أو الأحزاب في البلاد العربية دون استثناء كما لاتعطى في البلاد الإسلامية .

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية