الرئيسية / الفتاوى / حكم اللحية

حكم اللحية

السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فهذا سؤال أوجهه بالنيابة عن أحد المهتدين الجدد ثبتنا الله وإياه على الطاعة والعمل الصالح، وسؤال الأخ متعلق باللحية وحكمها، ورأي الشرع في حلقها أو تقصيرها وقصها، لا سيما في من كانت حالته حالة هذا الأخ الذي يقول عن نفسه: إنه ما كان يعرف صلاة ولا صوم حتى هداه الله إثر حادثة غيرت مسار حياته، فصار إلى الصلاة والصيام والطاعات، وأطلق لحيته مزيدا في الالتزام، ولكنه اصطدم مع المجتمع وفهمه لصاحب اللحية على أنه عالم شرعي أو فقيه، فصار كلما جلس مجلسا سأله الناس عن الأحكام والمعاملات، وبحكم تقصيره السابق في حق دينه وربه عز وعلا فإنه ما كان يستطيع الإجابة حتى على أبسط الأسئلة، ووجد على إثر هذا الأمر حرجا وحرجا شديدا، فخلع الثوب العربي أو ما يُسمى بالدشداشة وآثر اللباس الغربي أو البنطلون والقميص وفكر في حلق اللحية، ولكنه وجد ترددا من نفسه ورأى أنه يخالف أمر ربه عز وعلا بعد إذ أنعم عليه بالهداية والرشاد، وها هو يتوجه إليكم بسؤاله هذا عن حكم اللحية ويسألكم نصيحة تثبته على مسار الدين القويم فماذا تقولون له شيخنا الفاضل حفظكم الله تعالى وجزاكم عن المسلمين كل خير..

الجواب :

أوجب النبي صلى الله عليه وسلم إعفاء اللحية فقال: " احفوا الشوارب واعفوا اللحى " ومعنى اعفوا اللحى توفيرها وليس معنى هذا تركها مطلقاً دون تهذيب فقد ذهب كثير من العلماء إلى جواز تهذيبها، بل نرى أن تهذيبها مستحب ومستحسن، روى البيهقي في سننه عن شرحبيل بن مسلم الخولاني قال: " رأيت خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصون شواربهم ويعفون لحاهم ويصغروها: أبو أمامة الباهلي ، وعبد الله بن بسر، وعقبة بن عبد السلمي ، والحجاج بن عامر الثمالي ، فكانوا يقصون شواربهم من طرف الشفة " (أخرجه البيهقي 1/151). قال الغزالي في الإحياء اختلف السلف فيما طال من اللحية، فقيل لا بأس أن يقبض عليها ويقص ما تحت القبضة، فعله ابن عمر، ثم جماعة من التابعين، و استحسنه الشعبي وابن سيرين وكرهه الحسن و قتادة وبه قال النووي الشافعي ولا يعني الأخذ لما زاد عن القبضة عدم جواز الأخذ بما دون القبضة لأن مسمى اللحية لغة وعرفاً يطلق على ما دون القبضة أيضاً وإن كانت الزيادة والتوفير هو ظاهر لفظ الحديث وهو الأصل وقال الغزالي و الأمر في" هذا قريب إذا لم ينته إلى تقصيصها ، لأن الطول المفرط قد يشوه الخلقة وقد نص الإمام أحمد بن حنبل على جواز حلق ما تحت حلقه من لحيته. ومن ناحية أخرى فإن التجمل مطلوب على كل حال، وترك اللحية دون تنظيم أو تهذيب فيه تشويه ونفرة يتنافى مع ما حث عليه ديننا من حسن المظهر، ولذا نص الفقهاء على استحباب تسريح اللحية ودهنها للتجمل وحسن المظهر أخذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان له شعر فليكرمه " رواه أبو داود بإسناد حسن . وعلى هذا فلا بأس من تهذيب اللحية بما فيه حسن مظهرك ولا تتركها شعثاء فهذا ما لا ترضاه قواعد ديننا. وننصح الخ ان يحرص على بقاء اللحية والعناية بها، منسأل الله أن يثبته ويهديه ويهدى به .

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية