الرئيسية / الفتاوى / حج النفل أم الصدقة

حج النفل أم الصدقة

السؤال :

رجل عنده مبلغ من المال ادخره للحج ، وهو عازم على الحج ، وهو حج النافلة لأنه حج قبل ذلك . والسؤال هو هل يذهب بهذا المال للحج ، أم يدفعه لبعض أهله أو جيرانه ممن هم في حاجة شديدة لهذا المال للإنفاق على أولادهم ، أو سد ديونهم ، فأيهما أفضل الذهاب للحج أم الإنفاق.

الجواب :

مادام الحج حجة النافلة – فالأفضل أن ينظر في أوليات الحاجات والضروريات ، فإن كان قادراً على الحج والانفاق ، فالجمع بين الأمرين هو الأفضل ، وإن لم يكن إلا فعل أحدهما ، فالإنفاق أولى إذا كان فيه قضاء دين مضطر حل أجله أو فقير يسد رمقه ويوسع على عياله وما إلى ذلك وله في ذلك الأجر العظيم عند الله تعالى وهو حسب نيته ، "وإنما الأعمال بالنيات" ويروى في ذلك ما قاله أبو النصر التمار : أن رجلاً جاء يودع بشر بن الحارث وقال : قد عزمت على الحج أفتأمرني بشيء ، فقال له : كم أعددت للنفقة ؟ فقال : ألفي درهم ، قال بشر: فأي شيء تبتغي بحجك تزهداً ، أو اشتياقاً إلى البيت ، أو ابتغاءَ مرضاة الله تعالى؟ قال : ابتغاء مرضاة الله، قال: فإن أصبت مرضاة الله تعالى وأنت في منزلك وتنفق ألفي درهم، وتكون على يقين من مرضاة الله تعالى ، أتفعل ذلك ؟ قال : نعم قال : اذهب فأعطها عشرة أنفس : مديون يقضي دينه ، وفقير يرم شعثه ، ومعيل يغني عياله ، ومربي يتيم يفرحه ، وإن قوي قلبك تعطيها واحداً فافعل ، فإن ادخالك السرور على قلب المسلم ، وإغاثة الملهوف وكشف الضر ، وإعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام قم فأخرجها كما أمرناك. (إحياء علوم الدين للإمام الغزالي 3/397).

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية