الرئيسية / الفتاوى / تقديم الورد للمريض

تقديم الورد للمريض

السؤال :

اعتاد الناس في كثير من البلاد الاسلامية انهم اذا زاروا مريضا يأخذون معهم بعض الورود وهي من عادات غير المسلمين ، فنرجو تنبيه المسلمين لترك تلك العادة .

الجواب :

الحمد لله الذي حفظ دينه وجعل أمر فهمه واستنباط أحكامه للعلماء ، فقال تعالى ( ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) النساء 83 ، ولو وكل دينه لغير العلماء لاندرست أحكامه ولأصبحت أصول الدين هي البدع ، ولأصبحت البدع من الدين . نقول ذلك لنبين للأخ السائل أن التحليل والتحريم قضية خطيرة ، فكما يحرم أن تحلل حراما ، كذلك يحرم أن تحرم حلالا . والبدعة تحريم فلا يجوز أن تطلقها على شيء حتى تعرف دليل هذا التحريم ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة . وما ذكرته من عادة حمل الزهور والورود الى المريض أمر حسن مرغوب فيه ، لأنه يدخل على المريض البهجة والسرور ، والأمل وتجدد الحياة ، وقد نص الفقهاء على استحباب أن يأخذ الزائر للمريض الريحان أو الفاكهة . واذا اشتهى المريض شيئا فينبغي أن يحمل اليه ما يشتهيه ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا فقال له : ما تشتهي ، فقال : اشتهي خبز بر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان عنده خبز بر فليبعث الى أخيه ، ثم قال : اذا مريض أحدكم شيئا فليطعمه " (ابن ماجه 1/1138 واسناده فيه مقال ، إلا أن معناه صحيح ويؤيده عموم النصوص ) ولا يبعد أن تكون عادة حمل الزهور الى المريض عادة اسلامية أخذها عنا الغرب . ولا ضير أن تكون عادة غربية وأخذناها عنه ، فليس هذا من البدعة في شيء ، بل هي من العوائد الحسنة ، قال الامام الشافعي يحدد البدعة : أحدهما : ما أحدث يخالف كتابا أو سنة او اجماعا أو أثرا فهذه البدعة أو الضلالة . الثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا ، فهي محدثة غير مذمومة . وقد استند في كلا التعبيرين الى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه (ذكره السيوطي في الحادي 196)

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية