الرئيسية / الفتاوى / التلفظ بالنية في الصلاة

التلفظ بالنية في الصلاة

السؤال :

سؤال : نرجو بيان حكم الشرع في التلفظ بالنية في الصلاة هل هو جائز أو هو بدعة مع بيان أقوال الفقهاء في ذلك ولكم الشكر .

الجواب :

الجواب : اتفق الفقهاء على عدم مشروعية الجهر بالنية أي بصوت عالى مسموع ، ولكنهم اختلفوا بالتلفظ بالنية أي بتحريك الشفتين بما يسمع المصلي نفسه فعند الحنفية التلفظ بها حسن قالوا : التلفظ بها ليس بشرط ولكن يحسن لاجتماع عزيمته . تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق 1/99 والمراد من قولهم التلفظ بها مستحب يعني طريق حسن أحبه المشايخ لا إنه من السنة ; لأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح ولا ضعيف ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ولا عن أحد عن الأئمة الأربعة بل المنقول { أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة كبر } فهذه بدعة حسنة عند قصد جمع العزيمة . درر الحكام 1/62 وقال المالكية يجوز التلفظ بها والأولى تركه في صلاة أو غيرها حاشية الصاوي 1/ 305 وقال الشافعية يندب النطق بالمنوي قبيل التكبير ليساعد اللسان القلب ولأنه أبعد عن الوسواس : قال الأذرعي : ولا دليل للندب وهو ممنوع , بل قيل بوجوب التلفظ بالنية في كل عبادة . مغني المحتاج 1/342 وفي موضع آخر قالوا يسن التلفظ بالنية تحفة المحتاج 7/204 وخالف النووي في ذلك فقال : محل النية القلب , فإن نوى بقلبه دون لسانه أجزأه . ومن أصحابنا من قال : ينوي بالقلب ويتلفظ باللسان , وليس بشيء ; لأن النية هي القصد بالقلب . المجموع 3/243 ولخص ابن تيمية الأقوال بقوله : قال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد : يستحب التلفظ بها ; لكونه أوكد ; وقالت طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهما : لا يستحب التلفظ بها ; لأن ذلك بدعة لم تنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا عن أصحابه , ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من أمته أن يتلفظ بالنية , ولا علم ذلك أحدا من المسلمين ولو كان هذا مشهورا مشروعا لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه , مع أن الأمة مبتلاة به كل يوم وليلة . وهذا القول أصح الأقوال . ثم قال ابن تيمية : الجهر بالنية في الصلاة من البدع السيئة , ليس من البدع الحسنة , وهذا متفق عليه بين المسلمين , لم يقل أحد منهم : إن الجهر بالنية مستحب , ولا هو بدعة حسنة , فمن قال ذلك فقد خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع الأئمة الأربعة , وغيرهم . وقائل هذا يستتاب , فإن تاب وإلا عوقب بما يستحقه . وإنما تنازع الناس في نفس التلفظ بها سرا . هل يستحب أم لا ؟ على قولين , والصواب أنه لا يستحب التلفظ بها , فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يتلفظون بها لا سرا ولا جهرا ; والعبادات التي شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ليس لأحد تغييرها , ولا إحداث بدعة فيها . وليس لأحد أن يقول : إن مثل هذا من البدع الحسنة . الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 96 ومن هذا يظهر أن الأئمة قد اختلفوا في التلفظ بها بين من يرى أنها مندوب إليها ومنهم من يرى أنه بدعة حسنة ومنهم من يرى أنها بدعة . وأنت تلحظ أن الذين قالوا إن التلفظ مستحب لم يقولوا أنه سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أرادوا أنه طريق حسن وليساعد اللسان القلب ولأنه أبعد عن الوسواس . وأرى أن القول بأن التلفظ بدعة مطلقا يصعب قبوله ، وكيف يكون التلفظ بدعة وقد قال به طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد كما نقل ابن تيمية . والذي يظهر أن القول الأوفق والذى يجمع بين الأقوال قول المالكية وهو أن التلفظ بالنية خلاف الأولى . ونضيف أنه الأولى إذا أريد به مساعدة اللسان القلب ولتقوية العزيمة وطرد الوسواس فهو خلاف الأولى فالأولى ألا يتلفظ . ومن تلفظ بقصد أنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو بدعة. هذا في حكم التلفظ بالنية في الصلاة وأما في الحج والعمرة فقد قال الحنفية والشافعية : يسن التلفظ بالنية في الحج والعمرة . وقال الحنابلة وهو رأي للمالكية : يستحب النطق بما جزم به ليزول الالتباس . وقال المالكية في رأي لهم : إن ترك التلفظ بها أفضل وفي رأي آخر كراهة التلفظ بها .

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية