الرئيسية / الفتاوى / الاختلاف في بداية الصوم

الاختلاف في بداية الصوم

السؤال :

لماذا يختلف المسلمون في بداية الصوم، وقد يكون بين بلدة وأخرى يوم أو يومين أو ربما أكثر، وهذا مظهر من مظاهر الاختلاف، فما هو السبب في هذا الاختلاف؟ وهل يمكن توحيد الرأي هذا الموضوع ؟

الجواب :

هذا الموضوع يرجع إلى اختلاف المطالع بالنسبة لطلوع الشمس وزوالها ثم غروبها، وبعض البلاد قد ترى الهلال قبل غيرها. وقد اختلف الفقهاء في اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتبارها، فلو رأى أهل بلدة الهلال، فهل يلزم بقية البلاد أن تصوم مع هذه البلدة، رغم أن الهلال لا يرى عندهم في هذا الوقت. فذهب جمهور الفقهاء من الحنفية ومالك وأحمد، إلى عدم اعتبار اختلاف المطالع، فإذا رأى الهلال أهل بلدة لزم سائر المسلمين الصوم، واستندوا في ذلك إلى حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) (الشيخان). فخطاب النبي صلى الله عليه وسلم عام، لم يخصص بلدة أو قوماً معينين، فإذا ثبتت الرؤية بطريق شرعي فيلزم سائر المسلمين الصوم. وهذا الرأي هو الذي ينبغي الأخذ به، لما فيه من توحيد رأي المسلمين، في مظهر فريضة من فرائض الإسلام، ولا شك أن وسائل الإعلام لها دور سريع في توصيل مثل هذه الأخبار، بحيث يتم الصوم في وقت محدد في جميع الأقطار. وهناك رأي آخر وهو للشافعية وبعض الفقهاء، أن لكل بلد رؤيتهم، ولا يلزم من لم ير الهلال أن يصوم برؤية من رآه، لأنه مخاطب بما يعلم وهو لم ير فلا يجب في حقه الصوم. ويستند هذا الرأي لما روي مسلم عن (كريب أن أم الفضل ابنة الحارث بعثته إلى معاوية بالشام فقال قدمت الشام فقضيت حاجتها، فاستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتموه؟ قلت رأيته ليلة الجمعة، قال: أنت رأيته؟ قلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. قال لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين أو نراه، فقلت: أفلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ قال: لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أجاب جمهور الفقهاء على هذا الحديث بردود ليس هذا محل تفصيلها. وعلى كل حال فإن الأمر فيه سعة، فإن أمكن اجتماع المسلمين على بدء الصوم، فهذا هو الأولى والأفضل، وإن لم يجتمعوا فيسعهم ذلك وصومهم صحيح. ولعل هذه السعة تناسب بعض الظروف التي يسود فيها الخلاف بين المسلمين لأي سبب كان.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية