الرئيسية / المقالات / كلمة ة رئيس رابطة علماء الشريعة بدو ل مجلس التعاون الخليجي

كلمة ة رئيس رابطة علماء الشريعة بدو ل مجلس التعاون الخليجي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كلمة رئيس جمعية “  رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي ”

الشيخ عجيل جاسم النشمي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونصلي ونسلم على المبعوث سلاماً وأمناً وزكاة وهداية للعالمين وعزاً للمسلمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ،،،

فالحمد لله الذي قدَّم أهل العلم على من سواهم ، وأعلا شأنهم وسما بمقامهم في الدنيا ووعدهم مكانة سامية في الآخرة ، فقال عز من قائل : ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذي أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ” ( المجادلة 11).

صاحب المعالي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى  للشئون الإسلامية المكرم

السادة الحضورالكرام

أيها الزملاء والزميلات  حملة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

نجتمع اليوم في هذا البلد الكريم أهله ، العزيز شأنه ، العلي مكانه وقدره ، البلد الذي شرف بإقامة ثاني جمعة في الإسلام فقد روي ابن عباس رضي الله عنه قال : ” أول جمعة جمعت بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثا ” يعني قرية في البحرين . أخرجه البخاري، وشرفت بإمداد النبي صلى الله عيه وسلم بأول خراج يبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن حميد بن هلال قال : ” بعث العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانمائة ألف من خراج قدم من البحرين ، وكان أول خراج قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف

 

 

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها ، وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمرعليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمال  من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال : ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ) . قالوا : أجل يا رسول الله ، قال : ( فأبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم ) . أخرجه البخاري حديث رقم 4015)
والبحرين يومها كانت من البصرة حتى عمان وتدخل فيها البحرين اليوم وهي المسماة ” أوال” . وقد تغنى الشعراء بالبحرين وأكثروا ، ومنهم

شاعر الكويت خالد الفرج حين قال :

يادرة وسط الخليج تلألأت   وزهت عليه بنورها الوقاد

الدر من حصبائها والتبرمن  أمواهها والمجد في الأولاد

والمجد في البحرين باق لم    يزل يستقبل الميلاد بالميلاد

 

أيها الحضور الكرام

أجدني أدبا وتقديرا وعرفانا مدعوا لأن أشيد بموافقة مملكة البحرين واحتضانها على أرضها المباركة رابطة لعلماء الشريعة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ، وهو فضل لم تسبق إليه . وهذا إن دل فإنما يدل على حسن ظن وتقدير للعلماء حملة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعلى استحضار وتجديد تاريخ عزة الإسلام والمسلين على هذه الأرض خاصة  التي حوت التاريخ القديم وتاريخ الإسلام الناصع وحضارته ، وكان لها فيه الأدوار المؤثرة في مسيره على مر التاريخ ومازال .

أيها الحضور الكرام

أشكر للمشايخ المؤسسين ونيابة عن إخوانهم الأعضاء ثقتهم باختياري رئيسا لهذه الرابطة . وهذا تكليف قبل أن يكون تشريفا أسأل الله أن يعينني على تحمل مسؤوليته ، وأن أكون عند حسن ظنكم ، وأنا على يقين أن المسؤولية مشتركة بيننا جميعا ، فأنا بكم ومنكم ومعكم ، وإن نجاح العمل في الإخلاص في أدائه ، وإخلاص الأداء إنما يكون بمراقبة الله  تعالى . وهذا ما أرجو أن أوفق إليه عونا منه عز وجل .

أيها الحضور الأعزاء

إن العهد الذى بيننا – أعني الرئيس ومجلس الإدارة وبينكم – أن نسير بالرابطة سعيا لتحقيق ما نستطيع من أهدافها المدونة في نظامها . وهي الأهداف العامة ، ولكني أريد أن أكون أكثر وضوحا ونصحا فإن الرائد لايكذب أهله . أريد أن أخص وأخصص أهم هدفين أو أمرين أرى أنهما مهمان لازمان في مسير الرابطة وتحقيق أهدافها العامة .

 أولهما :  دور أعضاء الرابطة في تحقيق أهدافها وهذا أمر متعلق بكم أيها الإخوة والأخوات الكرام .

 والثاني : علاقة الرابطة مع الدول التي وفد الأعضاء منها .

أما الأمر الأول : وهو دور أعضاء الرابطة : فنريده دورا فعالا ومنتجا ، لا نريد تكرار المؤتمرات والاجتماعات ، الاجتماع يتلوه الاجتماع ، مع عدم الجدوي ودون الاستفادة من الطاقات العلمية والمؤهلات التي أكرمكم الله بها . إذ لا يخفاكم أنه لم يمر على المسلمين  عصر كثر فيه حفاظ كتاب الله كما هي كثرتهم اليوم ، كما لم  يشهد العالم الإسلامي كثرة العلماء وطلاب العلم كما هي حالهم اليوم فهاهي الجامعات والمعاهد تضخ أعدادا لاحصرلها  ، كما لم يشهد العالم الإسلامي كثرة في المساجد و المصلين كما نشهد اليوم ، كل ذلك خيرفي ذاته لا ينكر ، ولكن وفي الوقت ذاته لم يشهد العالم الإسلامي إنحسارا في تطبيق كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو اليوم ، إلا من رحم الله وهدى . كما لم يشهد المسلمون فرقة في كلمتهم وتمزيق أوطانهم ، ولا سفكا لدمائهم ، بل ولا ذلا مثلما عليه حالهم اليوم . حتى سلط الله عليهم أرذل الخلق وأشرمن دب على الأرض ، قتلت الأنبياء يحي وزكريا ، وأحمد شوقي يشخص حالنا ويشكو للنبي صلى الله عليه وسلم حال المسلمين حين قال:

شعوبك في شرق البلاد وغربها    كأصحاب كهف في عميق سبات

بأيمانهم نوران كتاب وسنة          فما بالهم في حالك الظلمات

  وحالنا مما حذرنا الله منه في آيات عديدة ومنها قوله تعالى ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى  ” وأعظم الذكر كتاب الله وسنة نبيه . قال ابن كثير : في قوله تعالى ” فإن له معيشة ضنكا”  ” أي فى الدنيا فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ، ولبس ماشاء ، وأكل ماشاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه مالم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك ” 2/497 مختصر ابن كثير

أيها العلماء والفقهاء 

نحن اليوم جميعا شهداء الله في أرضه ، مطلوب منا تبرئة الذمة أمام الله بشهادة تنفعنا يوم السؤال ، إننا المخاطبون بالأمانة التي ناءت عن حملها السماوات والأرض وأبين أن يحملنها . وهاهي هذه الرابطة باب فتح من أبواب أمانة الكلمة . فليكن شاهدا لنا لاعلينا . وإنما يكون كذلك بالعمل الجماعي الفقهي والدعوي ، وفق الأهداف ، والوسائل المحددة في هذا النظام  . وسنضع بعون الله ترتيبا أو آلية تستوعب أوسع مايمكن من الطاقات .

وأما الأمر الثاني : وهو علاقة علماء الرابطة بحكام دولهم ، فلا بد من أن تكون العلاقة واضحة كالشمس ، نريد أن نقول لهم إننا نحسن الظن بهم ، وهم أولياء الأمر والنهي ، ولاننازع الأمر أهله . ونقول ماقال الإمام أبو جعفرالطحاوي : ” ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا  وإن جاروا ، ولاندعو عليهم ، ولاننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة مالم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ” ومنهجنا النصح ، ثم النصح ، ثم النصح لا نعدوه ، وندعو الله لهم أن يكونوا ممن يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ، وهو الإمام العادل أول السبعة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكننا ناصحون أمناء لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، لانرضى بالمنكر ، ونأمر بالمعروف بالتي هي أحسن . وعندي رسالة نصح نريدها أن تصل إلى حكامنا حفظهم الله وأيدهم .

 

 

 

 

 

 

  

 

 

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية