الرئيسية / قضايا الساعة / الصوم ليس شكليات لا روح فيها وإنما استشعار للحكمة والفوائد التي يريديها الله تعالى

الصوم ليس شكليات لا روح فيها وإنما استشعار للحكمة والفوائد التي يريديها الله تعالى

  • إذا صعب على الشعوب الإسلامية أن توحد قواها فإن الصيام يوحد المشاعر والأحاسيس

قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).

وللصيام حكم بالغة وفوائد عظيمة يوضحها لنا رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون د.عجيل النشمي.

 

سمو الروح

حول فوائد الصيام يقول د.النشمي: الصوم تربية روحية سامية يرتفع بالمسلم عن الملاذ المادية من الطعام والشراب والشهوات يرى الطعام أمامه ويشعر بالجوع فلا يمد إليه يدا ويرى الماء البارد في الظهيرة الحارة مع الظمأ الشديد فلا يفكر في أخذ قطرة منه انه بذلك يسمو على ماديات الحياة ويرتقي الى مصاف الملائكة الاطهار في سمو الروح وصفائها وهو حين يفعل ذلك لا يفعله رياء أو سمعة أو خوفا وإنما يفعله مخلصا لله الذي أمره بذلك فالله مطلع على سريرته وعلانيته بقول الله تعالى في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه من أجلي ويدع شرابه من أجلي ويدع لذته من أجلي ويدع زوجته من أجلي».

 

تربية عظيمة

وأضاف ان الصوم تربية عملية على الصبر وتحمل المشاق والتغلب على شهوات النفس واذا نجح المسلم في اختبار الصيام فقد ملك الإرادة القوية واستطاع أن يجعل هواه وفق ما يريد الله تبارك وتعالى لا وفق نفسه وشهواته ومتى حاز المسلم الارادة القوية اصبح من الصابرين.

 

معاناة الآخرين

وزاد: والصوم يذكر المسلم بأخيه المسلم ويذكره بالفقراء والمساكين الذين طواهن الجوع أياما وشهورا وسنوات لعله يحس بهم ويتحرك وجدانه ومشاعره الاسلامية نحوهم فيشعر بواجبه تجاههم فيمد يد العون لهم ويسعى لنصرتهم وهذا الشعور ينبغي أن يؤرقنا ويقلق راحتنا لانه واقع كثير من دينار المسلمين فالمجاعات الجماعية والموت الجماعي من ديار المسلمين أكثر من أي دولة في الأرض وجياع المسلمين لا ناصر لهم وإذا قصرت حكومات المسلمين في ذلك فلا يعذر عموم المسلمين عن نصرة اخوانهم واذا حيل دون المسلمين ونصرة بعضهم بالنفس فإن واجب نصرتهم بالمال فرض عين لا يسقط عنهم ما داموا قادرين على دفع المال لإنقاذ نفوس وكرامة اخوانهم المسلمين بقول النبي صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

 

وقاية

وعن كيف يكون الصوم وقاية يقول د.النشمي: الصوم وقاية للمسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصوم جنة» أي وقاية من الوقوع في الرذيلة والإثم وحامل للمسلم على قول كلمة الخير وفعل الخير فلا يقول الا خيرا ولا يفعل الا خيرا فإذا لم يتحقق للصائم هذا الهدف فليس بصائم عند الله تبارك وتعالى ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» فالصوم تربية نفسية وسلوكية وإيجابية من المسلم لنفسه ولغيره فينشر الكلمة الطيبة بين الناس ويسعى بينهم في عمل الصالحات.

 

توحيد المشاعر

أما عن أثر الصوم في توحيد مشاعر المسلمين فيؤكد د.النشمي أنه إذا صعب على الشعوب الإسلامية أن توحد قواها وتجمع طاقاتها وحيل بينها وبين ذلك بحكم تقسيم الاستعمار لدولة الإسلام إلى دول وجنسيات وقوميات وطوائف فإن الصوم يوحد مشاعرهم وأحاسيسهم فالكل صائم وفق منهج تربوي واحد من أقصى الأرض الى ادناها غنيها وفقيرها ابيضها واسودها عربها وعجمها، الكل ممتثل لأمر الله تعالى، وهذا هو الانضباط، انضباط المشاعر والأحاسيس وهو أرقى انواع التربية الايمانية تربية لا تحدها ولا تحول دون توحدها قوانين ولا نظم ولا أعراف ولا حدود مصطنعة انه الايمان يسري في النفوس فيسمو بها فوق كل الفوارق المصطنعة.

الصيام الحقيقي

وأكد د.النشمي ان الصيام الذي يريده الله تبارك وتعالى منا هو الصيام الحقيقي حيث تغير مفهوم كثير من الناس عن حقيقة الصيام واصبحت عندهم تقاليد وعادات وشكليات لا روح فيها ولا أثر لها في مواقع النفس والمجتمع، فقد اختل مفهوم الصيام عند الفرد والأسرة والدولة وأصبح الصوم عند كثير من الأفراد والأسرة هو الامتناع عن الأكل والشرب نهارا ثم الاكثار من الطعام والسهر ليلا.

 

صفاء الروح

ولفت إلى أن الصيام ليس غما وهما وانما صفاء للروح وسمو بالنفس وقرب من الله تبارك وتعالى ويحتاج المسلم في نهاره وليله إلى من يعينه على طاعة الله ويفقهه في دينه فتعرض عليه البرامج الهادفة التي تعرض مشاكل المجتمع والعالم الإسلامي خاصة وغيرها اقتصادية او سياسية او فكرية كما تعرض البرامج الترفيهية الراقية التي لا تمس خلقا ولا تخدش حياء.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية