الرئيسية / الفتاوى / بعير قتل رجلاً، فهل يضمنه صاحب البعير؟

بعير قتل رجلاً، فهل يضمنه صاحب البعير؟

السؤال :

اعترك بعيري مع بعير جاري، فعضَّ بعير جاري بعيري عضّة قوية، وبعد أن أخذ كل واحد بعيره وأدخله الجاخور – وهو المكان الذي تحفظ فيه الإبل وغيرها –، وفي اليوم التالي خرج بعيري وقد كنت ربطته، لكنه خرج ذاهباً إلى البعير الذي عضه لينتقم منه، ولكن خرج له صاحب البعير وأخذ يضربه ليرده، فهاج عليه البعير فسقط الرجل -وهو كبير في السن- فمات؛ فهل يلزمني شيء من جهة الشرع؟

الجواب :

ينظر في هذا على التفصيل؛ فإن كان مالك البعير قد أهمل في ربطه أو في فتح الباب وهو يعلم شراسة بعيره، وهذا ما يدل عليه ربط البعير داخل الجاخور، فإن كان مربوطاً فهذا قرينة على أن هذا البعير من النوع الشرس الذي قد يهيج فيضر غيره، إنساناً أو حيواناً. ومعلوم أن البعير يحقد ولا ينسى من آذاه، من حيوان مثله أو إنسان، ويتحين فرصته للانتقام. وصاحب هذا البعير لم يقصر في هذا الشأن، فربط البعير حسب السؤال، وإن لم يربطه وأغلق الباب نهاراً وليلاً على هذا البعير فلم يقصر أيضاً. فإذا ثبت أن مالك البعير لم يقصر في شيء وحدثت الوفاة فإنه لا شيء عليه. وإن ثبت تقصيره؛ فإما أن يكون هو راكباً للبعير وحدثت الوفاة فإن عليه الدية اتفاقاً، وعليه الكفارة أيضاً عند جمهور الفقهاء عدا الحنفية. وأما إن لم يكن مالك البعير مع بعيره – كما هو حال السؤال:– فإنه لا يضمن شيئاً لحديث (العجماء جبار) ويروى (العجماء جرحها جبار)، ومعنى جبار: هدر، لكن إذا كان يعلم أن بعيره عضوض وشرس وأهمل ربطه فإنه يضمن الدية حينئذٍ كما قلنا. وعلى كل حال فإن التحقيق في سبب الوفاة سيعين ويوضح المسؤولية.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية