الرئيسية / الفتاوى / الغناء في الاعراس

الغناء في الاعراس

السؤال :

هناك بعض الأسر تتفق مع مطربين ليحيوا حفلات الأعراس للنساء ، ويجعلون المغني وفرقته في غرفة ، والنساء المدعوات في الصالة ، وهناك أحد المطربين في أثناء الحفلة يخاطب النساء عبر الميكرفون ، ويقول بعض العبارات التي قد يكون الغرض منها الإثارة ودعوة النساء لمزيد من الرقص وأحياناً تكون عبارات للفكاهة ، أو غير ذلك ، علما بأن الحفلة كلها بالدف والطبل .
فنرجو بيان الحكم الشرعي في ذلك وخاصة حكم غناء الرجال للنساء وجواز حضور هذه الحفلات ؟

الجواب :

الغناء في الأعراس جائز عند الفقهاء ، لغرض إدخال الفرح والبهجة والسرور ومستند ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : أنها زفت امرأة الى رجل من الأنصار فقال نبي الله : يا عائشة ما كان معكم لهو ، فإن الأنصار يعجبهم اللهو " ( فتح الباري بصحيح البخاري 9/225 ) كما يباح الغناء في العيد ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر ، فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا " (البخاري 2/440 ،ومسلم 2/607 ) كما يباح الغناء للمناسبات المباحة الأخرى كقدوم مسافر ، أو للختان ، أو للمجاهدين ، أو لحداء الابل ، ويجوز أن يصاحب الغناء الدف والطبل ، لما روت الربيع بنت معوذ قالت : " دخل على النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي ، فجلس على فراشي ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، حتى قالت احداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقولي هكذا ، وقولي كما كنت تقولين " (البخاري 9/202) . وبناء على هذه الادلة نقول : يجوز أن تغني النساء للنساء وهذا هو الأولى شريطة أن تكون عبارات الأغاني عفيفة غير فاحشة ولا مثيرة للغرائز ، ولا حرج أن تكون كلمات الأغاني غزلية اذا كانت عفيفة ، وينبغي أن تكون أدوات الغناء المصاحبة له مما هو مشروع من الدف والطبل وما هو من جنسيهما ، وهذا هو المعهود في الأعراس الشعبية ، وينبغي تجنب المعازف ، آلات العزف المختلفة في حكمها ، كما يجوز غناء الرجال للرجال بالضوابط السابقة . وأما غناء الرجال للنساء في مثل هذه الحفلات فهو جائز بالشروط السابقة ويضاف لها أن يكون مدخل الرجال ومخرجهم منفصلا ، والا يختلطوا بالنساء ، والا يطلعوا عليهن ، فان كان المغني وفرقته في غرفة منفصلة فصلا تاما بحيث لا يسمع الرجال النساء ، ولا النساء الرجال الا عبر الميكرفون ، فحكم ذلك الجواز وهو مثل استماع صوت الرجال بالمسجل . ولكن لا يجوز أن يتدخل الرجال أو المطرب في مخاطبة النساء واثارتهن بعبارات كما هو وارد في السؤال فان كان كذلك منع ذلك سدا لذريعة الفساد.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية