الرئيسية / الفتاوى / أناشيد الدعاة

أناشيد الدعاة

السؤال :

عنوان الفتوى
——–

الأنا شيد

الفتوى
—-

العبرة بالصوت فإن كان صوت معازف فهو داخل فى الخلاف بين الحرمة والكراهة والإباحة.وأما الايقاع بلانغم فلأصل جوازه لكن يعلم تمام الحكم من سماعه ، ولم أسمعة ، وأما الميوعة فى الإلقاء فهذا مما ينبعى التنبيه عليه لأن الشباب يعتبرون هؤلاء المنشدين قدوات ، وننصح المنشدين أيضا باختيار الكلمات الجزلة والمفيدة ولا بأس بالغزل العفيف فقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم فقد استمع الى أكثر من مائة قصيدة فى مسجده وكان لحسان رضى الله عنه منصة لإلقاء الشعر فى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قصائدهم تبدأ بالغزل العفيف

___________________________________________________________

نص السؤال
——-

سؤال : انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استعمال الآلات الإيقاعية والموسيقية في الأناشيد لدى الدعاة ، وأصبحنا نسمع كل الآلات الموسيقية لكن عبر الكمبيوتر ، وكثيرا ما يصاحب هذه الاناشيد ظهور المنشدين بتمايل وحركات مثل حركات المغنيين ، كما تستخدم الإضاءات شبيهة بإضاءة الحفلات الماجنة ، فنرجو بيان حكم الشرع في هذه الظاهرة مع الأخذ بالاعتبار أننا من الشباب الدعاة .

الجواب :

الفتوى ---- الجواب : نفرق هنا بين الإنشاد والغناء ، فالغناء بالمعازف هو الذي اختلف فيه الفقهاء بين محرم وهم جمهور الفقهاء ، وبين كاره ، وقليل من قال بالإباحة ، لكننا على يقين أن من لم يقل بالحرمة لو استمع أو شاهد الغناء والمغنيين بالمعازف الصاخبة والكلمات الماجنة لقال بالحرمة ، وأما آلات الغناء فإن كان من جنس المعازف وهي الآلات الموسيقية المعروفة اليوم فهي دائرة بين الحرمة أوالكراهة ، وهي إلى الحرمة أقرب وإليه ميل جمهور الفقهاء . وأما الغناء بالدف فهو مباح وقد يكون مستحبا في مناسبات الفرح ، وأما ما هو من جنس الدف مثل الطبل والكوبة – شبيهة بالدنبك - والمرواس ونحوها فهي على الراجح دائرة بين المكروه أو المباح ، وهي إلى المباح أقرب وإليه ميل جمهور الفقهاء ، وإن مما يعين على القول بإباحتها اليوم استعمال المنشدين لها بديلا عن المعازف ودفعا لمفسدة الآلات الموسيقية وما يصاحبها من محرمات . وأما الإنشاد وهو الترنم بالشعر ويعده الفقهاء نوعا من الغناء وهو معروف قديما عند العرب ويسمى "النَصْب" - وهونوع من الغناء عند العرب فيه تمطيط يشبه الحداء وقيل هو الذي أحكم من النشيد وأقيم لحنه ووزنه وكان الصحابة يطلبون من بلال بن المغترف رضى الله عنه أن ينصب لهم نصب العرب أي ينشد أخرجه البيهقي في السنن من حديث السائببن يزيد10/224) - . والإنشاد أو النصب وإن كان نوعا من الغناء لما فيه من الترنم واللحن إلا أنه يكون خاليا من الآلات الموسيقية أو ما يسميه الفقهاء بالمعازف . وقد استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشعر والإنشاد في مسجده لماروى جابر بن سمرة رضي الله قال :" شهدت النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائةمرة في المسجدوأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم معهم " (الترمذى 5/140 وقال حديث حسن صحيح وأحمد 5/91) وقد وضع لحسان رضي الله عنه منبرافى المسجد ينشدعليه الشعر .(الترمذي 2/139 وقال حديث حسن )وقد استمع النبي صلى الله عليه وسلم الى كعب ابن زهير فى قصيدته المشهورة فى المسجد . كما استمع إلى الإنشادوالغناء -وهو أعم من الإنشاد- مع الضرب بالدف للجاريتين تغنيان عند عائشة رضى الله عنها في مناسبة العيدفى الحديث الصحيح . وكان عمر رضي الله عنه يقول " الغناء زاد الراكب " ( أخرجه البيهقي 5/68 .ورواه ابن كثير في أنه كان يغني في الحج فقال عمر مقالته وقال رواه أسامة بن زيد بن أسلم وقد تكلموا فيه. مسند الفاروق 1/298) وكان عمر وأبو عبيدة وعبدالرحمن بن عوف وجماعة من الصحابة رض الله عنهم في سفر وكنوا يستمعون الي غناء - أي إنشاد - خوات بن جبير رضي اله عنه يقول خوات : فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر قال عمر : " ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا " أورده ابن حجر ولم يعقب عليه وهو في سنن البيهقي 5/69 والإصابة 1/457والمغني 9/175 والحداء نوع من الغناء أو نوع من الإنشادولايخفى حديث عائشة المشهور قالت : " كنت مع رمن سول الله صلى الله عليه وسلم في سفروكان عبد الله بن رواحة جيد الحداء وكان مع الرجال ، وكان أنجشة مع النساء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن رواحة : حرك القوم ، فاندفع يرتجز ، فتبعه أنجشة ، فأعنقت الإبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة : "رويدك رفقا بالقوارير " يعني النساء ( البخاري 10/ 538ومسلم 4/1811طبع الحلبي )فهذا وغيره يشير بالقطع علي مشروعية الحداء أواٌنشاد بل هو مرغب فيه للترويح عن النفس بطلب النبي صلى الله عليه وسلم . ولما كانت هذه الفتوى موجهة إلى الشباب الدعاة والفتيات الداعيات ، فنقول : إذا كان الفقهاء قد اختلفوا في حكم الغناء بالمعازف فخلافهم قد يسع العامة ، ولكنه لايسع الخاصة وهم الدعاة إلا في أضيق نطاق . ولا يخفى أن ظهور الأناشيد قصد منها أن تكون بديلا عن الغناء المصاحب للموسيقى المعروفة اليوم ، ولتلافي آثارها المدمرة للأخلاق ولما يصاحبها من معاني الفسق والفجور ، وبخاصة ما توضع فيه من إخراج مثير للفتن مسموعا أو مرئيا ، وكان المقصود من الأناشيد أيضا أن تحقق أهدافا تربوية ودعوية تبث في نفوس الفتيان والفتيات الحماسة لدينهم وتاريخهم وأمجادهم ، وتزكي فيهم المعاني الإسلامية السامية . ولتحقيق هذه الغايات والأهداف لا بد من أن يتقيد الإنشاد والمنشدين بالضوابط الآتية : أولا : ألا يصاحب الإنشاد الآلات الموسيقية المعروفة ولو كانت تخرج عن طريق الكمبيوتر لأن العبرة بالسماع لا بمصدره أو نوع الآلة ، ولا بأس بمصاحبة الدف أو الطبل أو الكوبة (الدنبك) أو المرواس دون صخب ولا ضجيج يعلو صوت المنشد أو المنشدين . ثانيا : أن تكون كلمات الإنشاد تعبر عن المعاني السامية وبكلمات هادفة ، وحماسية أو دعوية ، ولا بأس بأن تبدأ بكلمات غزل أو تتخللها كلمات الغزل إذا كان عفيفا خفيفا فقد كانت أشعار العرب تبدأ بالغزل وإن لم يكن موضوعها الغزل ، ولذا لا يصح أن يكون الغزل غالبا على موضوع الإنشاد التربوي أو الدعوي فيغرق المنشد بالغزل ثم يتبين آخر إنشاده أنه يقصد المدينة المنورة أو الكعبة المشرفة ونحو ذلك . ثالثا : أن يتحاشى المنشدون والمخرجون لطريقة الإنشاد التشبه بالمغنيين وما يصاحب غناءهم من صخب الموسيقى والإضاءات المبالغ فيها والميوعة في الغناء والحركات المائعات المتكلفة التي أصبحت ملازمة للمغنين ، فلا بد من تميز المنشدين في مظهرهم وإلقائهم وجو الإنشاد العام وبخاصة في المهرجانات الإنشادية . وبناء على ذلك نقول : إن خروج المنشدين عن هذه الضوابط أو أحدها يخرج إنشاده من إطار الإنشاد المشروع المحقق للأهداف المرجوة منه ، ويصبح إلى دائرة الغناء وأهله أقرب . كما ينبني على ذلك أيضا : أن يمتنع الدعاة والداعيات عن المشاركة أو حضور مثل هذه المهرجانات الإنشادية إذا لم تكن ملتزمة بهذه الضوابط . ونحن على يقين إن شاء الله أن التزام الدعاة بذلك سيعيد للإنشاد أهميته ودوره في تحقيق البديل الشرعي عن الغناء ودفع مفسدته ويحقق الأهداف التربوية والدعوية.

شاهد أيضاً

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة الإسلامية

التحوط في المعاملات المالية

بحث التحوط في المعاملات المالية

تحويل البنوك التقليدية لبنوك اسلامية ( المبادئ والضوابط والإجراءات )

تحويل البنوك التقليدية إلى بنوك اسلامية